التريليونات العربية والأنفاس الغزية: اقتصاد الدم في زمن الخذلان!
آخر تحديث 11-06-2025 16:52

فهد شاكر أبو رأس

من بين أنقاض البيوت المنسية وأشلاء الأطفال المحطمة، ترتفع صرخة غزة التي تقصف ضمير الإنسانية العالمية، ولكنها تتحطم على جدار صمت سميك يبنيه الملياران مسلم بأيد مرتعشة.

هذه ليست مُجَـرّد حرب على قطاع صغير، بل هي تشريح دامٍ لأعصاب أُمَّـة فقدت بُوصلة وجودها، تقف متفرجة بينما تدفن عائلات بأكملها تحت ركام التواطؤ العالمي والخذلان العربي.

في لحظة كان يُفترَضُ أن تكونَ احتفالية بعيد الأضحى، ارتدى أطفال غزة أكفانهم البيضاء بدلًا عن الثياب الجديدة، وتحولت ساحات اللعب إلى مقابر جماعية، ولسان حالهم يقول كيف تملؤون بيوتكم ضحكًا ونحن نلف موتانا بأكفان العيد.؟!

الأرقام تقول: إن أكثر من 61 ألف روح انطفأت، بينهم 17 ألف طفل لم يعرفوا من الحياة سوى رائحة البارود، وأكثر من 111 ألف جريح يصرخون بلا مستجيب، فيما يختنق 14 ألف مفقود تحت الإسمنت المسلح، وهذه الإحصائيات ليست سوى نافذة صغيرة على جريمة أكبر: "صمت دول عربية تسبح في بحر من التريليونات بينما يذبح أبناء جلدتها".

المفارقة الأكثر قسوة هنا تكمن في اقتصاد الدم، فبينما كانت جرافات الاحتلال تدفن عائلات حية في رفح وخان يونس، كانت السعوديّة تضخ 1.3 تريليون دولار في الاقتصاد الأمريكي، والإمارات وقطر توقعان صفقة بـ 2.8 تريليون دولار مع نفس القوة التي تزود الكيان الصهيوني بالسلاح.

ليست معاملات اقتصادية، بل هي شيكات مكتوبة بدماء الأطفال الفلسطينيين.

لقد تحولت غزة من مُجَـرّد مدينة، إلى مرآة كاشفة لأمراض الأُمَّــة: ملوك وأمراء ورؤساء يشترون الصمت بالبترودولار، ومؤسّسات دينية تختزل الإسلام في طقوس جوفاء، وشعوبًا تئن تحت وطأة العجز.

ولكن دائمًا ما تأتي بشائر النصر والتحول التاريخي من تحت الأنقاض والركام، ومن رحم المعاناة تشرق المقاومة، ومن جمر الخيانة تشتعل الصحوة.

لن تكون غزة قبرًا لضمير الأُمَّــة فقط، بل ستكون مهدًا لميلاد عهد جديد، عهدا لن يكتبه القادة في قصورهم، بل يخلقه مجاهدي الكتائب بأيديهم، وأكف أُمهات أهدت فلذات أكبدها للشهادة رفعت للدعاء، وعلم هدى رفع صوته بالحق ويده في زمن الخذلان، أن لا حرية من دون مواجهة، ولا كرامة من دون مقاومة، ولا خلاص إلا بعودة الأُمَّــة إلى الجوهر الأصيل للإنسانية.

حين خُولف التوجيه الإلهي في غدير خم

شاهر أحمد عمير

ما أشد حاجة الأُمَّــة اليوم إلى وعيٍ يعيدها إلى توجيهات السماء، وإلى مرجعية ربانية تحفظ كيانها من التمزق والضياع، بعد أن أُقصيت الحقيقة وتقدّمت المصلحة السياسية على النص الإلهي. لقد رسم الله ورسوله للمسلمين خط الهداية والطاعة من الانحراف بقوله:

"إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ"، آية كريمة نزلت في شأن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، لتقرّر ولاية إلهية لا تقبل الجدل، وترسم للمسلمين خطًا واضحًا فيمن يتولّون أمرهم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. هذه الآية لم تكن منعزلة عن السياق التاريخي والديني الذي بلغ ذروته في يوم الغدير، حين أعلن النبي الأكرم، وبأمرٍ من ربه، بعد أن نزل عليه قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ"، فوقف في وادٍ بين مكة والمدينة، في حر الظهيرة، وخاطب عشرات الآلاف ممن حجّوا معه، قائلًا: "ألستُ أولى بكم من أنفسكم؟" قالوا: بلى، قال: "فمن كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه... "

بهذا الإعلان النبوي الإلهي، خُتمت الرسالة، وكُمل الدين، وتمّت النعمة، وارتفعت راية الولاية لعلي بن أبي طالب عليه السلام، كامتداد للنبوة، وقيادة للأُمَّـة من بعد الرسول. ولكن سرعان ما انقلبت الأمور رأسًا على عقب بعد وفاة النبي، متجاوزين الإعلان العلني في غدير خم، ومتناسين أن أمر الخلافة لم يكن شورى بين الناس، بل نصٌّ من السماء، وتكليفٌ إلهي.

ما حدث عقبَ وفاة النبي كان نقطةَ الانحراف الكبرى في مسار الأُمَّــة؛ إذ تم إقصاء الإمام علي عليه السلام، وبدأ عهد جديد يقوم على اجتهادات سياسية ومصالح قبلية، بدلًا من الاستمرار في الخط الإلهي النبوي.

هذه المخالفة العظيمة كانت بداية لانفراط عقد الأُمَّــة، وانقسامها إلى مذاهب وطوائف، وسيطرة الجبابرة والظالمين على مقاليد الحكم، بدءًا من معاوية بن أبي سفيان، الذي حوّل الخلافة إلى مُلكٍ عَضُوضٍ، ثم إلى ابنه يزيد الذي لم يكتف باغتصاب السلطة، بل أقدم على أعظم جريمة في تاريخ الإسلام، بقتله سبط رسول الله، الإمام الحسين عليه السلام، في كربلاء، وسبي نساء آل البيت، في مأساة ما تزال جراحها تنزف في ضمير الأُمَّــة حتى اليوم.

إن ما تعيشُه الأُمَّــةُ الإسلامية اليوم من انقسامات وحروب ودمار وانهيار للقيم، هو ثمرة مباشرة لهذا الانحراف عن التوجيه الإلهي في الغدير. إن الأُمَّــة التي خالفت وصية النبي في أعظم موقف، لا يمكن أن تنعم بوحدة ولا بعزة ولا بكرامة.

إن الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني في فلسطين بحق أكثر من خمس وخمسين ألف شهيد خلال ما يربو على ستمِئة يوم من العدوان، وما يحدث في اليمن وسوريا ولبنان والعراق والسودان وليبيا، من دماء تسفك وأرواح تزهق، ليست سوى امتداد منطقي لتخلي الأُمَّــة عن القيادة التي اختارها الله ورسوله لها.

لو أن الأُمَّــة التزمت بخط الغدير، لما تولى رقاب المسلمين طغاة بني أمية وبني العباس، ولما ضاعت قدسيةُ الدين في دهاليز الحكم الوراثي، ولما وجدنا أنفسَنا اليوم في مشهد تتآمرُ فيه الأنظمةُ العربية مع العدوّ الصهيوني، بينما تتخاذلُ عن نصرة الشعوب المظلومة والمستضعَفة. إن التاريخ لا يرحم، والسنن الإلهية لا تحابي، وكُلُّ أُمَّـة تنحرِفُ عن توجيه نبيها، تستحقُّ ما ينزلُ بها من ذُلٍّ وفُرقة وتمزُّق.

نحن اليوم بأمسِّ الحاجة إلى أن نعودَ إلى جوهر الدين، إلى النقطة الفاصلة التي غيّرت مجرى التاريخ، وهي واقعة الغدير.

إن ولاية الإمام علي عليه السلام لم تكن مُجَـرّد شأن سياسي، بل كانت ولاية لله ولرسوله، ورفضها كان رفضًا لله ورسوله، ومن هنا تبدأ الكارثة.

نحن اليوم نتولَّاك يا الله، ونتولَّى رسولَك، ونتولى الإمامَ عليًّا؛ تصديقًا لقولك الحق، ونبرأ ممن خالفهم وأعرض عن توجيههم.

إن كُـلّ من يخالفُ النبوةَ ويقصي أهلَها، لا يمكن أن يصنع أُمَّـة قوية، ولا حضارة راشدة، ولا كرامةً إنسانية.

ومن هنا نؤمن أن طريق النهوض يبدأ من تصحيح المسار، والاعتراف بالحقيقة، والعودة إلى الولاية التي أمر الله بها رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم، وتولِّي الله ورسوله والإمام علي وتولي اليوم أعلام الهدى السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -حفظه الله- ولي للأُمَّـة العربية وقائد للأُمَّـة لما نراه اليوم نتائجَ تولِّيه الشعب اليمني من عزٍّ وفخر في مواجهة التحديات التي تواجهها الأُمَّــة ومناصرة الشعب الفلسطيني واللبناني والتصدي لقوى الشر أمريكا وكيان الاحتلال الصهيوني والسعوديّة والإمارات التي حاولت احتلالَ اليمن وتدميرَه لصالحِ الكيان الإسرائيلي المجرم وأمنه.


احتفالات في غزة بالرد الإيراني ووسائل إعلام عبرية: دمار غير مسبوق في [تل أبيب]
عمت الفرحة معظم أرجاء فلسطين المحتلة وتحديداً قطاع غزة جراء الرد الإيراني وإطلاق عشرات الصواريخ في عمق كيان العدو الإسرائيلي.
احتفالات في غزة بالرد الإيراني ووسائل إعلام عبرية: دمار غير مسبوق في [تل أبيب]
عمت الفرحة معظم أرجاء فلسطين المحتلة وتحديداً قطاع غزة جراء الرد الإيراني وإطلاق عشرات الصواريخ في عمق كيان العدو الإسرائيلي.
الأخبار العاجلة
  • 22:39
    القناة 12 الصهيونية: اندلاع حريق في منطقة الشمال نتيجة القصف الإيراني
  • 22:38
    القناة 13 الإسرائيلية عن مسؤولين: عشرات المباني والسيارات تعرضت للإصابة سواء بصواريخ إيرانية أو اعتراضية
  • 21:57
    القناة 12 الصهيونية: إيران أطلقت ما بين 150 إلى 200 صاروخا نحو "إسرائيل" حتى الآن
  • 21:55
    إعلام العدو: إيران استهدفت مقر وزارة "الدفاع" للمرة الثانية
  • 21:53
    اللجنة المنظمة في العاصمة صنعاء تحدد ساحة غرب حديقة الثورة للنساء للاحتفاء بيوم الولاية عصر غد السبت
  • 21:52
    حرس الثورة الإسلامية في إيران يعلن تنفيذ عملية "الوعد الصادق 3" بضرب عشرات الأهداف والمراكز العسكرية والقواعد الجوية للكيان الصهيوني
الأكثر متابعة