غزة تحت مقصلة إذلال المساعدات وفخاخ آلية توزيع الموت.. قصفًا أو جوعًا

استهداف الجوعى يكشفُ الطبيعةَ الإجرامية للعدوّ وداعميه؛ فتحوّلت مساعداتُهم المزعومة إلى مصائد موت وإذلال، هدفها كسر كرامة الإنسان وتحويل حياته إلى جحيم، بما يخدم مشاريع التهجير القسري.
خاص| المسيرة نت: منذ عشرين شهرًا، يعيش قطاع غزة أحدَ أحلك فصول تاريخه المعاصر، حَيثُ تتواصل حرب الإبادة الجماعية والتطهير العِرقي الصهيونية، بحصارٍ خانقٍ وقصف مُستمرّ، جعل من الحياة اليومية مأساةً متكرّرة، تزداد بشاعةً مع كُـلّ طلقة، وكل غارة، وكل قرار إخلاء.
لكنّ
المشهد اليوم تجاوز حدود المأساة، ليكشف عن استخدامٍ أكثرَ خبثًا للمساعدات الإنسانية
كسلاحٍ صهيوني أمريكي للقتل والتهجير، في واحدةٍ من أبشع صور الاستغلال السياسي
للمعاناة الإنسانية في العصر الحديث.
في الأيّام
القليلة الماضية، سجّل قطاع غزة مجازر مروعة في محيط ما يُسمى بـ "مراكز
توزيع المساعدات"، والتي يرعاها كيان العدوّ الإسرائيلي والولايات المتحدة
ضمن "الآلية المشتركة" لتوزيع المساعدات، والتي اتضح أنها ليست سوى غطاء
لعمليات إبادة جماعية ممنهجة.
رصاص القناصة على رؤوس الجوعى:
في مشهدٍ
دامٍ يمعن بحرب الإبادة، شهدت مدينة "رفح" جنوبي القطاع، وتحديدًا في
منطقة "العلم" غربي المدينة، كيف تهاوت أجساد عشرات الفلسطينيين بينما
كانوا يصطفُّون بانتظار الحصول على "كيس طحين أَو وجبة معلَّبة".
وسط
"فخاخ الموت" استهدفتهم قناصةُ الاحتلال بدمٍ بارد، في الرأس والصدر -بحسب
توثيق "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان- الذي أكّـد استشهادَ 27 مدنيًّا على
الأقل منذ فجر اليوم، وإصابة العشرات، في هجومٍ مباشر على المدنيين الجوعى.
وقال
المرصد: إن "الاحتلال يتعمد إقامة مراكز التوزيع في مناطقَ خطرة، ليفتح النار
لاحقًا على من يقترب منها"، وقد وثّق استشهاد أكثر من 600 فلسطيني خلال أسبوع
واحد في محيط مراكز المساعدات، وسط صمتٍ دولي يرقى إلى مستوى التواطؤ.
وأشَارَ إلى
أن قناصة الاحتلال استهدفوا المدنيين المُجوَّعين بأعيرة نارية مباشرة أغلبها في
الرأس رغم عدم تشكيلهم أي خطرٍ على القوات، وعادةً ما "ينفي ارتكابَ قواته
تلك الجرائم أَو يبرّرها باستهداف "مشتبَهٍ بهم" ولا يقدّم أدلّة على
رواياته".
منظمة
العفو الدولية بدورها؛ دعت إلى رفض خطة توزيع المساعدات التي تحوّلت إلى سلاح
للقتل والتهجير، ووصفت إطلاق النار على الجوعى بأنه جريمةُ حرب تتطلب تحقيقًا
مستقلًّا وفوريًّا.
أطباء يتبرّعون بدمهم.. والإسعاف مقيَّد:
"أطباء
بلا حدود" وصفت ما يحدث بأنه "تجريد للإنسانية"، بعد أن اضطر
طاقمها الطبي للتبرع بدمه لعلاج المصابين في ظل نفاد بنوك الدم.
وقالت
المنظمة الدولية في بيانٍ لها اليوم: إن "استخدام المساعدات كفخٍّ للقتل هو
جريمة ضد الإنسانية.. ويجب محاسبة مرتكبيها".
وفي
تصريحٍ صادم، قالت فرق الإسعاف والطوارئ في غزة: إنها انتشلت "جثامين 23
شهيدًا وأجلت أكثرَ من 200 جريح خلال 24 ساعة فقط؛ نتيجةَ الاستهداف المباشر
للمدنيين عند مراكز المساعدات في رفح".
وأكّـدت
فرق الإنقاذ أن قوات الاحتلال منعت سيارات الإسعاف من الوصول إلى الضحايا؛ ما
أَدَّى إلى نزيف عددٍ منهم حتى الموت في الشوارع.
وفي أحدث
حصيلة صادرة عن وزارة الصحة في غزة، ارتفع عدد الشهداء إلى 54510 منذ السابع من أُكتوبر
2023م، إضافة إلى 124901 جريح، بينهم الآلاف في حالات حرجة.
ووفقًا
للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فَــإنَّ ما لا يقل عن 102 شهيد و490 جريحًا ارتقوا
في غضون ثمانية أَيَّـام فقط قرب مراكز المساعدات، التي باتت تُعرف شعبيًّا باسم
"مصائد الموت".
العدوّ يطوّق المستشفيات.. والحصار يجهز على البقية:
منذ
عشرين شهرًا، يعيش قطاع غزة انهيارًا تمامًّا وتدميرًا للبنية التحتية الصحية والإنسانية،
كأدَاة للتهجير القسري وتفريغ الأرض من سكانها الأصليين.
في خان
يونس، حَيثُ يقع "مجمع ناصر الطبي"، المستشفى الوحيد جنوبي القطاع الذي
يضم أقسامًا تخصصية، أصدرت سلطات الاحتلال أوامرَ إخلاء لكافة المناطق المحيطة
بالمجمع؛ ما يعني فعليًّا قطع الطريق على الجرحى والمرضى.
مدير
المجمع وصف الوضع بـ "الكارثي"، مؤكّـدًا أن "500 مريض و40 في
العناية المركَّزة يواجهون حكمًا بالإعدام في حال تعطَّلت خدمات المستشفى".
وفي
تصعيدٍ متواصل، ارتكب العدوّ مجزرة جديدة بقصف منطقة "ديوان النجار"
الذي يأوي نازحين بالقرب من المجمع؛ ما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني والطبي في
المدينة المحاصَرة.
العدوّ يهاجم الأسرى.. والاعتقال الجماعي يتواصل:
وفي
موازاة المجازر الميدانية، تستمر سلطات الاحتلال في تنفيذ حملة اعتقالات موسعة،
حَيثُ أعلنت حركة حماس أن أكثرَ من 17 ألف فلسطيني تم اعتقالهم منذ بَدء العدوان، بينهم
545 امرأة و1360 طفلًا.
ووثّق
مكتب إعلام الأسرى ظروفًا قاسية ومهينة داخل سجون الاحتلال، أبرزها سجن
"عوفر"، مؤكّـدًا تصاعد جرائم التعذيب والإهمال الطبي؛ ما يشكّل امتدادًا
لحرب الإبادة التي تطال كُـلّ ما هو فلسطيني.
ما يحدث
في غزة ليس مُجَـرّد حرب، بل عملية ممنهجة لتجريد الإنسان من كرامته، وتهجيره
بالقصف تارة وبالجوع تارة أُخرى، وتحولت المساعدات -وهي أبسط حقوق الإنسان- إلى أدوات
حرب، تم تصميمُها بعناية لتقتل الجياع وهم يمدون أيديَهم؛ بحثًا عن الحياة.
المقاومة
في غزة، وفي هذه الأيّام المباركة، توجّـه "نداءً إلى قادة الدول العربية والإسلامية
وأحرار العالم للتحَرّك العاجل وفرض دخول المساعدات فورًا وإيقاف الجرائم".
غير أن العالم،
وهو يشاهد غزة تُذبَح من الوريد إلى الوريد قصفًا وقنصًا وعلى مائدة المساعدات، يُمتحَنُ
في إنسانيته؛ فهل سيبقى صامتًا، أم سينهض.. ويثور... أَو حتى ليقول: كفى؟

أنعم يكشف عن صعوبات الحج ويدين ابتزاز السعودية للحجاج واستخدام الشعيرة سياسياً
صنعاء | 05 يونيو | المسيرة نت: أكّد مستشار المجلس السياسي الأعلى وعضو اللجنة العليا لنصرة الأقصى، الدكتور محمد طاهر أنعم، أن أداء فريضة الحج إلى بيت الله الحرام أصبح محفوفاً بصعوبات بالغة، ووصفه بأنه بات "أصعب مسألة سفر في العالم".
وزير الحرب الصهيوني الأسبق يكشف عن تزويد الكيان لداعش في غزة بالسلاح
متابعات | 05 يونيو | المسيرة نت: كشف وزير الحرب الصهيوني الأسبق، أفيغدور ليبرمان، اليوم الخميس، أن سلطات العدوّ وزعت أسلحة على "عصابات إجرامية" في قطاع غزة بهدف محاربة حركة "حماس".
أكثر من 70 ألف طفل في غزة يواجهون سوء تغذية حاد
متابعات | 05 يونيو | المسيرة نت: غزة، 5 يونيو/حزيران 2025 — أعلن برنامج الأغذية العالمي (WFP) تحذيرًا عاجلاً يفيد بأن أكثر من 70 ألف طفل في قطاع غزة يواجهون مستويات حادة من سوء التغذية.-
17:52الرئيس البرازيلي: ما يحدث في غزة ليس حربا بل إبادة تمارسها "إسرائيل" في حق الأطفال والنساء
-
17:50مصادر فلسطينية: شهيدان بقصف العدو الإسرائيلي حي أصلان غرب بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة
-
17:50مصادر فلسطينية: 3 شهداء إثر قصف العدو الإسرائيلي منطقة بئر النعجة غرب مخيم جباليا شمال قطاع غزة
-
17:50مصادر فلسطينية: ارتفاع عدد الشهداء إلى 9 في قصف طيران العدو نازحين في شارع الشفاء غرب مدينة غزة
-
17:07مصادر لبنانية: مدفعية العدو الإسرائيلي تستهدف بعض بساتين الوزاني المتاخمة لمنطقة العمرة
-
17:00مصادر فلسطينية: شهيدان بنيران مسيّرة صهيونية في منطقة معن شرق خان يونس جنوب القطاع