قصة نبي الله إبراهيم مع النمرود.. الدرس الكبير في الصراع بين الحق والباطل

محمد حتروش| منصور البكالي| المسيرة نت: يسترجع السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- قصة نبي الله إبراهيم -عليه السلام- مع النمرود، الذي كان رمزًا للظلم والإجرام آنذاك، حَيثُ زوّر الحقائق واعتبر نفسه إلهًا؛ فكان الثمن باهظًا في أرض تسودها الطغاة، لكن نبي الله إبراهيم كان كمن يزرع بذور الأمل في أرض اليأس، رغم عواصف الشك والتحديات.
يتحدَّى نبيُّ الله إبراهيم -عليه السلام- الملك الظالم، ويختار أن يخوض ضده معركة غير مألوفة؛ ففي قصر النمرود الفخم يواجه الإيمان الكفر؛ مما يجعل الطاغية يرتجف أمام قوة حجج نبي الله إبراهيم، وتنتهي القصة بهزيمة وعجز المطالب بالألوهية، حين يتعذر عليه إحضار الشمس من المغرب مثلما هو الحال مع رب إبراهيم.
وعلى مر
العصور، تتكرّر الدروس والعبر، حَيثُ يظهر النمرود في كُـلّ زمن، ويظهر النموذج الإبراهيمي
غالبًا على جميع الطغاة والمتكبرين، واليوم، يخضع العالم أمام هيمنة الطغيان الأمريكي
والإسرائيلي، ويصمت الجميع أمام الجرائم التي تُرتكَبُ بحق الإنسانية في قطاع غزة،
فيحضر اليمن بزعيمه الشجاع السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي مستلهمًا من
تجربة الخليل إبراهيم، متكلًا على الله في نصرة المظلومين؛ فتتحقّق الكثير من
البشائر والمعجزات التي يعجز الكثيرون عن استيعابها، وتستمر النتائج بالتتابع، فمن
يسير على درب إبراهيم سيحقّق الانتصار، بينما من يتبع مسار النمرود لن يجنيَ سوى
الخيبة والندم.
وفي هذا
الشأن يرى عضو المكتب الثقافي لأنصار الله، ماجد المطري، أن "الهدف من سرد السيد القائد لقصة نبي الله إبراهيم
الخليل، ومواجهته للنمرود، هو استخلاص الدروس والعبر، والاستفادة من أحداث التاريخ".
وفي
مقابلة خَاصَّة له مع قناة "المسيرة"، يعتقد المطري أن "الصراع
الحالي بين قوى محور المقاومة وأعداء الإنسانية، المتمثلين في الولايات المتحدة الأمريكية
والكيان الإسرائيلي، يعد استمرارًا للصراع الذي وقع في الماضي بين النبي إبراهيم
والنمرود".
ويشير
المطري إلى أن "عصرنا الحاضر يضم العديد من الشخصيات التي تعكس صفات النمرود
على الأصعدة العسكرية والاقتصادية والسياسية والإعلامية"، مبينًا أن "مواجهة
نمرودي العصر، في إشارة منه لأمريكا و(إسرائيل)، تتطلب منا اتِّباع نهج إبراهيم -عليه
السلام- بما يتسمُ به من حكمة وشجاعة وثبات في مواجهة التحديات الاستراتيجية"،
مشدّدًا بأن "السيد القائد يسير على الدرب ذاته الذي سار عليه النبي إبراهيم".
وينوّه
إلى أنه "كما توعد النبي إبراهيم النمرود بتحطيم الآلهة البارزة في زمانه، أقدم
السيد القائد، بجرأة وثقة كاملة بالله، على مواجهة القوة العسكرية الأمريكية، بما
في ذلك حاملات الطائرات والدفاعات الجوية والطائرات الحربية والاستطلاعية وغيرها".
ويستعرض المطري
بعض أوجه الشبه بين الصراع الذي خاضه نبي الله إبراهيم ضد النمرود والصراع الذي يقوده
السيد القائد أمام قوى الهيمنة العالمية مثل أمريكا و(إسرائيل)، مُشيرًا إلى أنه "عندما
دمّـر نبي الله إبراهيم الأصنام وترك الكبير منها، قالوا حينها: "من فعل هذا
بآلهتنا؟ إنه لمن الظالمين"، وهذا جاء بعد أن عادوا ورأوا ما فعله الخليل بأصنامهم
من إهانة ودليل على عدم ألوهيتها، وفي عصرنا الحالي، يتساءل العالم عن سر تدمير
وهروب وإذلال القوات البحرية الأمريكية، التي كانت تمثل علامة الهيمنة والتكبر
لعقود طويلة".
وفي ظل التواطؤ
غير المسبوق الذي تمر به الدول العربية والإسلامية وصمتها المقلق تجاه المخطّطات
الصهيونية المدمّـرة للأُمَّـة الإسلامية، تأتي دروس السيد القائد لتكون بمثابة
تذكير للأُمَّـة الإسلامية ونصيحة لها، ولإقامة الحجّـة عليها؛ مِن أجلِ اتِّخاذ
موقف يتناسب مع مكانتها.
ويعتقد المطري
أن "خضوع الأنظمة العربية والإسلامية للعدو الإسرائيلي والأمريكي لا يعفي
الشعوب من واجبها في التحَرّك الفعال لنصرة الدين الإسلامي وضرورة اتِّخاذ موقف
حقيقي ضد أعداء الإسلام"، موضحًا أن "محاضرات السيد القائد تهدف إلى إحياء
الوعي في الأُمَّــة الإسلامية وتذكيرها بدورها الجهادي والإيماني الذي يُفترض بها
كأمة قوية وعزيزة في مواجهة الكفار ورحيمة فيما بينها".
ويشدّد على
أنه "لا يمكن للأُمَّـة الإسلامية الخروج من مستنقع الذل والهوان إلا من خلال
العودة الصادقة إلى القرآن الكريم والتمسك بأعلام الهدى، مُشيرًا إلى إبراهيم
العصر، السيد القائد عبد الملك وآيات الله التي تتجلى في واقعنا المعاش، مستندًا
في ذلك إلى أحداث غزة ومعركة البحر الأحمر.
وتبرز أهميّة
دروس السيد القائد -يحفظه الله- في كونها تشخيصًا للمشكلةِ الحقيقية في الأُمَّـة
الإسلامية، وهي العلاجُ الأنجع، وفق الرؤى القرآنية.
ويصف الباحث
والناشط الثقافي الدكتور قيس الطل دروس السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه
الله- التربوية والثقافية بالمهمة جِـدًّا، لافتًا إلى أن "المشروع القرآني
هو وراء كُـلّ ما وصلنا إليه من المواقف المشرِّفة".
وفي حديثه
لقناة "المسيرة" يدعو الطل كُـلَّ الناشطين ووسائل الإعلام لمتابعة هذه
المحاضرات وتحليليها، مؤكّـدًا أن "العدوّ اليوم لا يسأل عن شيء من قوّتنا، بل
يسألُ عن مشروعنا".
وحول أُسلُـوب
السيد القائد في السرد القصصي وربط الحاضر بالماضي، يؤكّـد الطل أن "مسار
الصراع بين الحق والباطل، هو مسارٌ ثابتٌ منذ فجر التاريخ وحتى اللحظة"، داعيًا
إلى ضرورة تطبيق مبدأ البراءة من الذين يشركون ويعادون الأنبياء والمصلحين في
واقعنا كما هو حال الواقفين اليوم ضد محور المقاومة ويقاتلون في صف الأعداء من
اليهود والنصارى، وأنه يجب على أبناء شعبنا البراءة من مرتزِقة العدوان مهما كانت
صلة القرابة، مستشهدًا ببراءة نبي الله إبراهيم من أبيه، وهو درس قرآني بليغ، وواجب
شرعي.
ويرى
الطل أن "المشروع القرآني يمثل اليوم حجر الزاوية وراء المواقف المشرِّفة
التي وصل إليها اليمن، وأن العدوّ لم يعد يساوم على قوة اليمن العسكرية بقدر ما
يساوم على مشروعه"، لافتًا إلى أن "محاضرات السيد القائد تركِّزُ على
ربط القصص القرآني بواقعنا المعاصر؛ لتعزيز الفهم والاستيعاب وتطبيق العبر"، قائلًا:
"مسار الحق والباطل، مسار لا ينتهي، ولكُلٍّ منهما رموزُه وأبطاله، والله قص
لنا في قصص الأنبياء أحسن القصص، التي تحملُ في طياتها فوائدَ ودروسًا عظيمة
لنتبعها في واقعنا العملي وخططنا واستراتيجياتنا".
ويواصل: "إن
الواقع الذي نعيشه اليوم ليس ببعيد عن الواقع الذي عاشه الأنبياء والمرسلون، فالأصنام
وإن كانت في الماضي لا تتكلم، فأصنام اليوم تتكلم وتفسد وتجرم وتقتل وتحتل، والأحداث
هي نفسها، وإن اختلفت مظاهر الضلال"، معتقدًا أن "دروس السيد القائد حول
قصة نبي الله إبراهيم -عليه السلام- كنموذج حي يتجلى فيه مقام الحجّـة والدليل في
مواجهة الباطل، فإبراهيم -عليه السلام- كان يمتلك الحجّـة الدامغة، التي أوصلت
النمرود إلى البهتان"، مُشيرًا إلى أن "السيد القائد يقدم اليوم المقام
ذاته في مواجهة الباطل المتكرّر؛ فالحق يمتلك الدليل بينما الباطل يمتلك الشبهات".
ويبيِّنُ
أن "إبراهيم -عليه السلام- كرّس التوحيد ونفى مبدأ الشرك"، متسائلًا عن
مدى نفع أَو ضرر تلك الأصنام، وعندما كسرها وطلب منهم سؤالَ كبيرها، كان يمتلك الحجّـة
القاطعة، كما هو واقع الحال في زمننا المعاصر أمام الأصنام البشرية التي تتكلم
وتقتل وتجرد وتحتل الشعوب وتسفك الدماء وتنهب المقدرات، وتفسد في الأرض".
وذكر أن "السيد
القائد أطلق على المرحلة التالية في قصة إبراهيم اسم "المقام الحاسم"، وهو
اللجوءُ إلى الحسم بعد سنوات طويلة من التبليغ؛ فالأنبياء، ومنهم نبي الله إبراهيم
والنبي -محمد صلى الله عليه وآله وسلم- اتبعوا نهجًا واحدًا في الدعوة، بدءًا بالحُجّـة
والبرهان ثم الهجرة عند عدم الاستجابة، وهذه طريقة واضحة للمصلحين في هذا العصر.
البراءة
واجب شرعي:
وأمام سعة
الدروس والقصص القرآني وما يقدِّمُه السيد القائد فيها من شرح وتوضيح للآيات القرآنية،
يشير الطل إلى ضرورة تطبيق مبدأ البراءة من الذين يشركون ويعادون الأنبياء
والمصلحين في واقعنا، على غرار الموقف مع من يقفون اليوم ضد محور المقاومة
ويقاتلون في صف الأعداء من اليهود والنصارى.
ورأى
الطل أن "كلام مرتزِقة العدوان اليوم تجاه اليمن الداعم لغزة، ووصوله إلى هذه
المرتبة من القوة العسكرية في مواجهة أمريكا و(إسرائيل)، يشبه مواقف قوم نبي الله إبراهيم
أمام معجزاته وخروجه سالمًا من النار؛ فاليمن -بحسب الطل- يعيشُ موقفًا مشابهًا
لموقف إبراهيم عليه السلام".
الهجرة
في سبيل الله:
كما شدّد
الطل على وجوب الهجرة للمستضعفين من أبناء الأُمَّــة في هذه المرحلة؛ نصرة لدين
الله وقضايا الأُمَّــة، محذرًا من الالتباس الذي يقع فيه بعض العلماء في فهم هذا
المفهوم.
فالنموذج
اليمني اليوم يواجه أمريكا والكيان الصهيوني، بحسب الطل، يشابه في حركته حركة رسول
الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وحركة نبي الله إبراهيم في مواجهة الطغاة
والمستكبرين آنذاك.
ويضيف
الطل: "السيد القائد هو الوريث الحقيقي لرسول الله -صلى الله عليه وآله- في
هذا العصر؛ فهو عَلَمُ هدىً ووليُّ الله على هذه الأرض، يلقي محاضرات قرآنية تنير
درب الأُمَّــة، في وقت يواجه فيه السيد كُـلّ أشكال الكفر والنفاق، ويولي قضية
الوعي والبصيرة والهداية أولوية قصوى"، لافتًا إلى أن "تركيز السيد
القائد على القصص القرآني، خَاصَّة قصة إبراهيم -عليه السلام- ليس مُجَـرّد سرد، بل
هو لتعزيز الفهم والاستيعاب وإسقاط هذه القصص على واقعنا المعاصر في ظل الطواغيت، فالأحداث
هي نفسها، وإن اختلفت المسميات، فأصنام اليوم البشرية تتحدث وتُضِلُّ وتُفسِد وتجرم
وتقتل وتحتل، وهي أخطر من أصنام الأمس الحجرية.
الحجّـة
واليقين: سبيل اليمن نحو الانتصار
ويوضح
الدكتور قيس الطل أن "من أبرز ما يميز نبي الله إبراهيم هي الحجّـة البالغة"،
مؤكّـدًا أن من يمتلك الحجّـة يمتلك الحق والبرهان واليقين الكامل بهذا الحق، وإبراهيم
عليه السلام كان متشبعًا بحُبِّ الله والثقة به، كما هو السيد القائد، وللوصول إلى
هذا المستوى من حب الله والحجّـة والمنطق، يجب فهم المشروع القرآني والتحَرّك وفق
توجيهاته".
ويسلط
الضوء على عمق الرؤية التي يقدمها السيد القائد، والتي تستمد قوتَها من المشروع القرآني
الأصيل، متسائلًا: "هل تدرك الأُمَّــة الإسلامية أهميّة هذه الدروس وتعمل
على تطبيقها في واقعها المعاصر لمواجهة التحديات الراهنة؟"
ويختم
بحديثه عن أن "اليمن بمواقفه الثابتة، قد خرج من دائرةِ العقوبات الإلهية، وأن
انتصارَ غزة هو انتصارٌ للأُمَّـة كلها".

سلامي: اليمنيون أظهروا الشهامة والنخوة الإسلامية منقطعة النظير في الدفاع عن فلسطين
أكد اللواء حسين سلامي قائد الحرس الثوري الإيراني، أن حركة أنصار الله والشعب اليمني أظهروا الشهامة والنخوة الإسلامية المنقطعة النظير في الدفاع عن فلسطين.
الدقران: قوات العدو استهدفت مستشفى شهداء الأقصى بثلاث مسيرات
خاص | 04 يونيو | المسيرة نت: أعلن المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى د. خليل الدقران، اليوم الأربعاء، أن قوات العدو الصهيوني استهدفت بـ 3 مسيرات خزانات المياه والألواح الطاقة الشمسية في المستشفى.
خامنئي: إيران تواصل تعزيز قدراتها الشاملة وتحدي الهيمنة الأمريكية والصهيونية
متابعات| المسيرة نت: أعلن قائد الثورة الإسلامية في إيران، السيد علي الخامنئي، أن الجمهورية الإسلامية مصممة على تعزيز قوتها في جميع المجالات.-
17:32مصادر فلسطينية: استشهاد طفلة وإصابة آخرين في قصف من مسيرة للعدو الإسرائيلي على منطقة المشاعلة جنوبي دير البلح وسط قطاع غزة
-
17:19مصادر فلسطينية: 3 شهداء جراء قصف صهيوني استهدف مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة
-
16:44د. الدقران للمسيرة: نطالب الصحة العالمية والمجتمع الدولي بتوفير الحماية للطواقم الطبية العاملة في مستشفيات قطاع غزة
-
16:44د الدقران للمسيرة: هذا الأعداء سبقه اعتداء سابق لساحات واروقة المستشفى، ونحن كطواقم طبية صامدون في عملنا
-
16:43د الدقران للمسيرة: الاعتداء الإسرائيلي تسبب في قطع المياه عن المرضى والمستشفى
-
16:42د خليل الدقران المتحدث باسم شهداء الأقصى للمسيرة جيش العدو الإسرائيلي يستهدف ب 3 مسيرات خزانات المياه والواح الطاقة الشمسية في المستشفى