الحكايات الأولى للمكبّرين الأوائل.. الجامع الكبير ساحة للانطلاق (الحلقة الثالثة)
آخر تحديث 23-04-2025 22:08

خاص | 23 إبريل | منصور البكالي | المسيرة نت: من طليعة المكبِّرين الأوائل في ساحة الجامع الكبير المجاهدُ عبد الله المرسلي.

في هذه الحلقة يروي لنا المرسلي قصة استشعاره للمسؤولية منذ سماعه لمحاضرة "الصرخة في وجوه المستكبرين"، وأهميّة أن تصل إلى مسامع السفارة الأمريكية، وأروقة البيت الأبيض؛ ليعرِفَ العدوُّ موقفَ الشعب اليمني، المعبِّر عن الأُمَّــة برمتها، وكيف كان المكبِّرون الأوائلُ يواجهون معاناةً وصعوباتٍ جمةً، ويتعرضون للضرب والسجن والاعتقال، في معركتهم الأولى، من قبَلِ أجهزة السلطة أنداك.

يقول المجاهد عبد الله المرسلي: "كنت أحضر الدروسَ عند الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوانُ اللهِ عليه- وسمعناه يتحدث في موضوع "الصرخة" في الجامع الكبير؛ باعتبَاره ميدانًا للمواجهة ضد أمريكا و(إسرائيل)، وبعد أن عُدنا من المحاضرة، ونحن مجموعة من الزملاء الشباب، كنا نتحدَّثُ عن الجامع الكبير، وكيف نكونُ هناك، وبعضُ الشباب الذين سبقونا بدأ النظام الخائن باعتقالهم وإيداعِهم السجونَ؛ فقرّرنا أن نتحَرّك إليه، وتحَرّكنا ونحن نعرفُ بأن مصيرنا السجن من أول يوم".

ويضيف: "ليلة الأربعاء ونحن في صعدة، لم ننَمْ من الفرح، نحن فَرِحون جِـدًّا بأننا سنتحَرّك إلى الجامع الكبير، وعلى يقين بإدخالنا السجن، وكنا نحدِّث أهلَنا بأننا سوف ندخُلُ السجن، والموضوع طبيعي جِـدًّا، نحن مع الله، حتى هم يشجعوننا على ذلك. تحَرّكنا صباح الأربعاء صوبَ صنعاء، وطبعًا لم نكن نعرف شيئًا، لم نعرفْ حتى الطريق".

ويتابع: "بجهود ذاتية، كُـلّ واحد منّا يدبّر له مصاريف الطريق وتكاليف المواصلات من أي مصدر، على أَسَاس نلتقي يوم الخميس ونتحَرّك؛ فهذا يستدين، وذاك يبيع من أغنامه، يعني بجهود ذاتية بحتة".

في صباح الجمعة، تحوَّلَ الجامعُ الكبير إلى ساحةِ حرب غيرِ متكافئة، بينما كان المصلون يؤدُّون صلاتهم، كان العسكر يتجولون بعصي غليظة (صميل)، فيما يوزّع عملاء النظام أموالًا على مراهقين لضرب كُـلّ من يهتف.

"أول ما دخلنا بوابة الجامع، شاهدنا واحدًا يوزّع فلوسًا على المراهقين ويعطيهم مجموعة من "العصي"، ونحن مستغربون من الموضوع".

يقول المرسلي: "تحدثت مع صاحبي، وقلت: يعلم الله أنها في رأسي أَو رأسك. سمعناه وهو يقول للأولاد ويحرِّضهم على المكبِّرين".

ويضيف: "دخلنا وتوضأنا وجلسنا في مقدمة الصفوف، وعيوننا تشاهد العسكر ومعهم العصي يلفون ويتحَرّكون بين صفوف المصلين، لا ندري عمن يبحثون".

ويواصل: "كانت قلوبنا تنبض، ونحن نشاهد "الصُّمَّل" التي تنتظرنا بعد الصرخة، وهي عصي غليظة جِـدًّا، في أيادي العساكر، وكان من يعرفونه ينهضون لأداء الصلاة ووقت الخطبة، وأول ما يطلق الصرخة بعد خطبة الجمعة، ولكن بفضل الله، أول ما يهتف أحدنا بعبارة [الله أكبر]، ينتهي كُـلّ ذلك الخوف والقلق، ونشعر بلذة عظيمة أن نهتف ولو تم ضربنا وحبسنا".

ويتابع المرسلي: "أكملنا الصلاة، وصرخت أنا وواحد إلى جانبي، فجاء مجموعة من الجنود، وأخذوا البقية، وتم تكميم أفواهنا بأيديهم، ومنعونا من الاستمرار بالهُتاف، لكن سبحانَ الله، كان فينا قوة عجيبة، فكنا نبعد أياديهم، ونستمر في إطلاق الصرخة، ونحن مكتوفو الأيدي، وهم يضربوننا، حتى نصلَ إلى الشارع، ثم يتم إدخَالنا في سيارات الشرطة، وإلى السجن".

وفي هذا الشأن، يقول أحد المصلين: "أول ما يسمع المصلون والجنود، كلمة [الله أكبر، الموت لأمريكا] يتحَرّكون صوبَ المكبِّرين؛ مِن أجلِ أَلَّا يكملوا إطلاقَ الصرخة".

ويتابع: "في إحدى المرات، جاء واحد يصلي بجانبي، وسلَّمنا، وقام يهتفُ بالصرخة، وما عرفت أنه بجانبي ممكن يصرخ، فقام الناس قومة واحدة، ورأيت الأسبوع الذي قبله ضربوا واحدًا، فبكيت عليه، حتى الناس يقومون يضربونه إلى جانب العسكر، ويمنعونه من أن يصرخ في الجامع، ويخرج ليصرخ خارجًا، والأمن السياسي مندسون بيننا ويشجِّعون على ضرب المكبِّرين".

 

الأيّام الأولى من محاضرة "الصرخة في وجوه المستكبرين":

في يوم 17 / 1 / 2002م، لم يكن مُجَـرّد يومًا عابرًا في التاريخ اليمني، بل كان يومًا مغايرًا تمامًا في وجه أمريكا وأدواتها، حَيثُ بدأ الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- بإعلان شعار البراءة: (الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام)، حين ألقى محاضرتَه الشهيرة، (الصرخة في وجوه المستكبرين).

وفي مستهلها قال -رضوان الله عليه-: "لقد هدانا الله فعلًا بهذا القرآن الكريم الذي يقول الله تعالى فيه: [مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ]، وهو يتحدث عن اليهود داخل الآيات.

من مخرجات تلك المحاضرة التي أُلقيت في جامع الإمام الهادي في منطقة مران بمديرية حيدان بمحافظة صعدة شمالي اليمن، كان شعار "الصرخة" أَو "البراءة" بجُمَلِه الخمس، التي تحولت بين المجاهدين إلى قناعة راسخة بأهميته، وعنوانٍ دينيٍّ وإيمانيٍّ وثوريٍّ يعبِّرون به عن موقفهم الصريح والواضح تجاه الغطرسة الأمريكية والإسرائيلية في عالمنا العربي والإسلامي.

 

رابط الحلقة الثانية

رابط الحلقة الرابعة

من سواحل البحر الأحمر إلى أعالي الجبال.. اليمن يشهد حراكًا تعبويًا شاملًا لنصرة فلسطين ومواجهة التآمر الصهيوأمريكي
خاص | المسيرة نت: في يوم تعبوي لافت، شهدت أربع محافظات يمنية حراكًا واسعًا ومتنوعًا، حمل رسائل موحّدة تؤكد جهوزية الشعب اليمني رسميًا وشعبيًا لخوض معركة الدفاع عن اليمن وفلسطين، والتصدي للمخططات الصهيوأمريكية المتصاعدة.
حماس تدين جرائم العدو بحق المجاهدين المحاصرين في رفح وتطالب الوسطاء بالتحرك العاجل
متابعات | المسيرة نت: أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن الجرائم الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد المجاهدين المحاصرين في أنفاق مدينة رفح تُعد خرقًا فاضحًا لاتفاق وقف إطلاق النار، ودليلًا دامغًا على المحاولات المستمرة لتقويض الاتفاق وتدميره.
العدو الصهيوني يعترف: الصواريخ الإيرانية وجهت "صفعات" موجعة
متابعات | المسيرة نت: اعترف رئيس شركة الصناعات الجوية الصهيونية "بواز ليفي"، في سلسلة تصريحات نادرة، بأن الهجمات الإيرانية على الأراضي المحتلة خلال "حرب الأيام الـ12" فاجأت الجانب الإسرائيلي بجرأتها وكثافة الصواريخ، مشيرًا إلى أن المواجهة القادمة مع إيران ستكون "استثنائية" ولن تكون كما قبلها.
الأخبار العاجلة
  • 05:43
    مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تقتحم مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية
  • 05:25
    المرصد السوري : توغل 3 عربات تابعة لقوات العدو الإسرائيلي محملة بالجنود الى ريف القنيطرة
  • 05:03
    مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تقتحم مخيم بلاطة شرقي نابلس
  • 05:03
    مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تقتحم مدينة نابلس من حاجز حوارة
  • 03:44
    مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تقتحم بلدة نوبا شمال غرب الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة
  • 02:55
    مصادر فلسطينية: قوات العدو الإسرائيلي تقتحم قرية دورا القرع شمال رام الله