مجزرة حافلة طلاب ضحيان.. جريمة وأد الطفولة في اليمن..
آخر تحديث 10-08-2024 00:54

خاص | 09 أغسطس | منصور البكالي – المسيرة نت: في مثل هذا اليوم 9 أغسطُس آب، من العام 2018م، حلت كارثة كبيرة أدخلت الحزن إلى مئات المنازل في صعدة، إنها مجزرة حافلة طلاب ضحيان فقد كان يوماً لا تُمحى تفاصيله من ذهن كُـلّ طفل يمني، إذ من رحلة صيفية ترفيهية ما كانوا يَظنونها رحلةَ الموت الأخيرة.

فقد ارتكب العدوان السعوديّ الأمريكي أشنع جريمة حرب وإبادة جماعية، بحق الطفولة في اليمن، من خلال استهداف لحافلة تقل 130 طالباً في رحلة للمراكز الصيفية، في سوق مدينة ضحيان محافظة صعدة، بـ 6 غارات.

أسفرت غارات العدوان عن استشهاد 53 بينهم 45 طفلاً و79 جريحاً بينهم 56 طفلًا، وسط سوق المدينة المكتظ بالمتسوقين، في أبشع جريمة حرب وإبادة جماعية عن سابق إصرار وترصد، هزت الوجدان العالمي.

جريمة وأد الطفولة في اليمن:

في هذه الرحلة كان الطلاب يتوقعون قضاء يوماً ممتعاً وسعيداً، فيما العدوّ ومرتزِقته يتربصون بهم الدوائر، ويحيكون عليهم المؤامرة، فيتابعون حركة سير الحافلة وتجميعها للطلاب واحدًا تلو الآخر من منازلهم صباح ذلك اليوم، والأهالي يودعون أطفالهم بالقبل والحب والدعاء، ويدسون في جيوبهم بعض النقود لشراء ما يحلو لهم، وعلى وجوههم البشرى بصلاح ذراريهم وتربيتهم على العلوم القرآنية والقيم والمثل الإيمانية والدينية السامية، وتقوية مهاراتهم ومعارفهم الأُخرى، فتستمر حركة سير الحافلة، ويستمر معها تربّص العدوّ، وأعينه في الميدان ومسيَّراته وأقماره الصناعية من السماء، حتى اكتمل العدد، ووصلت الحافلة إلى المكان الأفضل لخيارات العدوّ الإجرامية، ذخر العدوّ طائراته الحربية وفي دقائق تحلق فوق سماء مدينة ضحيان، وتقترب قليلًا نحو الهدف المقصود، وتأخذ وضعية إفراغ حمولتها من الصواريخ والقنابل المتفجرة، على هيكل الحافلة الواضحة على شاشة غرفة القيادة والسيطرة في الرياض وتل أبيب والبيت الأبيض، وعلى شاشة المراقبة أمام عينَي كابتن الطائرة، وفي هذه اللحظة من الثانية تنفجر صواريخ وقنابل الغارات، وتغتال ضحكة وبسمة وفرحة وسعادة الأطفال، قبل أن تقتل وتئد أجسادهم النحيلة، وتمزق أحشائهم وتسحق جماجمهم، وتقطع أصابعهم المتمسكة بالقلم الرصاص، وتحرق وتبعثر الأجساد في الحديد والنار، وعلى الأتربة وبين الدمار والخراب والشظايا تتخاطف الوجوه التي كانت مشرقة بالأمل، وبشرى العودة إلى ديارهم وآبائهم، ومعهم بعض الحلوى التي شروها من السوق قبل دقائق.

 يتسمر قادة العدوان ووزراء دفاع ورؤساء هيئة الأركان لأمريكا والسعوديّة و"إسرائيل" ومن تحالف معهم، على اليمن أمام شاشات المتابعة، في غرف القيادة والسيطرة والمشاهد تبث تباعاً عبر الأقمار الصناعية، فيصفقون وينهضون من مقاعدهم، ويتبادلون تبريكات إنجاز المهمة بدقة عالية.

المشهد لم ينته بعد بل الصرخات تملأ ساحة السوق وشوارع المدينة، وأطفال جرحى يستعيدون وعيهم وأجسادهم مكسرة وبعض أطرافهم مفقودة، والدماء والنار والغبار، والدمار، من حولهم، في مشهد رعب، لن ينسوه، وبات يؤرقهم وينتابهم في الكثير من الليالي والأيّام، فيما أهاليهم أسوأ حالًا منهم، هذا وذاك وكلّ من وصله خبر المجزرة المروعة يتحَرّك إلى المكان ويلحق سيارات الإسعاف، ليتعرف على فلذات أكباده، بين الجرحى والشهداء، والأشلاء والقطع الصغيرة فاقدة الملامح، والجثث المتفحمة.

طفل جريح لا يقدر على النهوض يصرخ وهو يشاهد جزءاً من وجه أخيه، فيعلوا صراخه، مرة ومرة وأُخرى، ينادي دون جدوى، لا مجيب سوى الله، الكل في مشهد الطامة، فيفقد الوعي، وتنهار أعصابه، وينعقد لسانه، ويجف ريقه ودمه النازف، ومثله آخرين، بالعشرات، من الجرحى منهم من جراحه غائرة، لا تسعفه على التحَرّك، وقلة من امتلك القدرة على الحركة ليواجه صدمة الجريمة ومشهديتها أمام ناظريه، فيمسح بيديه على عينيه، مرات متتالية عله يكون كابوس رعب في المنام، وكلّ ما يمسح يعود بنظره إلى كفيه للتأكّـد، فيشاهد دماءه تسيل على وجهه وفي يديه والغبار كثيف عليه، والحقائب والأشلاء، وجثث زملائه ومدرسيه ومتسوقين، من يمينه ويساره وفي كُـلّ اتّجاه، فيسارع بخطواته المحدودة، باحثاً عن أخيه لا يبالي بنجاته هو من عدمها، يفقد أعصابه وينهكه الرعب والخوف والتعب في آن واحد، فيرقد جوار جثة متفحمة تشبه إلى حَــدّ ما ملامح أخيه، فيرمي بنفسه عليه لحد تنال منه النيران، فيحترق منه القليل ولا يبالي، ولكن المسعفين يأخذونه، هو أولاً ليسعفوه، وهو يردّد: "أخي أخي، اتركوني أنا بخير"، دون علمه بأَنَّ الدماء تسير منه وعليه حروق.

يصل الأهالي إلى مكان الجريمة، وعند أول طفل أمام ناضريهم الكل يقول هذا ابني، فيتأكّـد ولم يكن هو ابنه، ويواصل البحث، بين الجثث والأشلاء، والمسعفين في المستشفيات، ليصلَ في آخر بحثه إلى ابن شهيد أَو جريح أَو مفقود بين الأشلاء والجثث المتفحمة التي يصعب فرزها، والتعرف عليها.

عند باب مستشفى الطلح بصعدة كان الآباء يبحثون عن أبنائهم بين الجثامين بعد أن لم يجدوهم بين الجرحى ليخبر كُـلّ الآخر عما كان يرتديه أبنائهم عَلَّ أحداً رآهم أَو وجد شيئاً يدل عليهم.

رحلة بحث الأهالي عن أبنائهم وعودتهم بهم إلى المنزل غير مكتملة، ما لم تكن بجثمان شهيد طاهر، لتوديعه من قبل أمه وإخوانه وأهله، أَو جريح في العناية المركزة، وغرف العمليات الجراحية والحروق، لأسابيع وشهور، وتستمر المعاناة، منها معاناة المعاقين والمقعدين، الذين قطعت غارات العدوان أطرافهم، وباتت الجريمة والمجرم وحق الاقتصاص، ترافقهم، إلى أن يحقّق الله لهم الغلبة على عدوهم ويشاهدون عدالة السماء أمام وجوههم، فتعود لهم البشرى التي يثقون بقرب موعدها، ممن وعد عباده المستضعفين بها، وأمل الشهادة في سبيل الله واللحاق بزملائهم الأحياء عند ربهم يرزقون، والوفاء لدمائهم، كُـلّ ما يحدوهم، ويسعدهم طوال أعمارهم.

هذه الجريمة ليست كبقية جرائم العدوان السعوديّ الأمريكي على اليمن، وما أكثرها، بل هي جريمة كشفت التعمد في ارتكاب الإبادة مع العلم والدراية الكاملة أن من فوق الحافلة أطفال طلاب، كانوا في رحلة فرح وابتهاج بتتويج دورتهم الصيفية التي تعلموا خلالها القرآن الكريم وعلومه، وغيرها من العلوم الدينية المتعلقة بالصلاة والوضوء وحسن التعامل مع الوالدين والآخرين، والأكبر منهم والعطف على من هو أصغر منهم، وبعض المهارات والأنشطة الرياضية.

 لكن العدوان الصليبي رأى في ذلك خطراً كَبيراً على مخطّطاته ومؤامراته المستهدفة للأُمَّـة وأجيالها، ومناهجها الدراسية، فقرّر اتِّخاذ كامل الخطوات المؤدية لإبادة 130 طفلاً مع مدرسيهم، خشية من جيل يتسلح بثقافة القرآن الكريم والتمسك بولائه المطلق لأعلام الهدى من آل بيت رسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله"، واعترف بذلك عبر وسائله الإعلامية العربية والحدث وقنوات صهيونية تابع للكيان الإسرائيلي التي قالت يومها عن المجزرة: "إنها بحق مجموعة من الطلاب الذين يحملون الفكر "الإرهابي" حسب زعمهم، ومعتبرةً ذلك إنجازًا كبيرًا، قتل عشرات القيادات المستقبلية، للحوثيين، وهولت من مخاطر المراكز الصيفية وعلاقتها بتأسيس مكون أنصار الله والمشروع القرآني والمسيرة القرآنية المُستمرّة إلى اليوم" بهذه المفردات حاولت قنوات العدوان تقديم مغالطات وذرائع تغطي بها على جريمة حربها، وَانتهاكها الجسيم للقانون الدولي الإنساني وفق كُـلّ المعايير.

ويعتبر جريمة استهداف الطلاب في ضحيان انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، والأعراف والقيم والمبادئ الدينية والأخلاق والمواثيق الإنسانية، تتحمل جميع الدول المشاركة في العدوان على اليمن، المسؤولية الجنائية والقانونية، والتي شاركت في هذه الجريمة بالذات أمريكا وبريطانيا عبر ما صرحت به واشنطن عن مشاركتها بقوات ما أسمتهم القبعات الخضر، يوم الجريمة، وعليه تتحمل جميع هذه الدول، والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وكلّ الجهات القانونية والإنسانية والحقوقية المسؤولية، وتطالهم المساءلة الجنائية والعقوبات الرادعة، التي لن تسقط بتقادم الأيّام والسنوات.

ويعد التصريح الأمريكي يومها عن مشاركة خبراء القبعات الخضر الأمريكيين والبريطانيين المشاركين في تحديد الهدف، مؤشراً خطيراً للغاية يؤكّـد الحرب الصليبية المعلنة، على الأُمَّــة الإسلامية، ومرتكزاتها القرآنية، وحاملي لواء ومشروع وراية الرسالة السماوية الإسلامية المحمدية، التي تقدمها المراكز الصيفية، بأنصع وأدق صورها وصفحاتها الخالية من شوائب المناهج الدراسية الملغمة بالأفكار المغلوطة والثقافات الباطلة.

جريمة وأد الطفولة بحق 130 طفلًا على متن حافلة بصعدة، واحدة من عشرات الجرائم المماثلة بحق الأطفال في المدارس والمنازل والأسواق والطرقات والمناسبات الاجتماعية، وجريمة حرب إبادة جماعية من آلاف جرائم العدوان السعوديّ الأمريكي بحق الشعب اليمني منذ 9 أعوام.

مسؤول عسكري أمريكي يحذر بلاده: لا تستخفوا باليمنيين
متابعات | 21 مايو | المسيرة نت: حذر مسؤول عسكري أمريكي حكومة بلاده من الاستخفاف بالقدرات العسكرية اليمنية.
مصرع وإصابة 4 جنود صهاينة بتفجير عبوة ناسفة في خان يونس
متابعات | 21 مايو | المسيرة نت: اعترف جيش العدوّ الإسرائيلي، بمصرع جندي وإصابة 3 آخرين، منهم اثنان وصفت جروحهما بالخطيرة؛ جراء انهيار جزء من مبنى في خان يونس جنوبي قطاع غزة، بعد تفجير عبوة ناسفة فيه.
صحيفة عبرية: إغلاق صالة الهبوط بمطار اللد "بن غوريون" يفاقم التداعيات الأمنية
متابعات | 21 مايو | المسيرة نت: شهد مطار اللّد المسمى صهيونياً "بن غوريون" أمس الثلاثاء، إغلاقًا مفاجئًا لصالة الهبوط لمدة نصف ساعة تقريبًا؛ ما أدى إلى تعطيل حركة المسافرين وتكدسهم، تزامناً مع مخاوف متزايدة لدى شركات الطيران العالمية بشأن الوضع الأمني إثر استمرار الحظر الجوي اليمني على المطار، ما يهدد بتفاقم أزمة قطاع الطيران في ذروة موسم الصيف.
الأخبار العاجلة
  • 09:23
    مراسلتنا في لبنان: طيران العدو المسيّر يستهدف سيارة في بلدة عين بعال جنوب لبنان
  • 08:57
    مصادر فلسطينية: مدفعية العدو تستهدف السطرين الشرقي والغربي في مدينة خان يونس
  • 08:57
    مصادر طبية: 24 شهيدا إثر قصف العدو المتواصل على قطاع غزة منذ فجر اليوم
  • 08:54
    رويترز عن التجارة الصينية: قد نتخذ إجراءات قانونية ضد أي جهة تنفذ تدابير واشنطن ضد أشباه الموصلات الصينية
  • 08:07
    إذاعة جيش العدو الإسرائيلي: الرقيب الذي أعلن عن مقتله في غزة سقط إثر انهيار مبنى بعبوة ناسفة
  • 08:07
    مصادر فلسطينية: 3 شهداء إثر قصف العدو الإسرائيلي منزلاً في منطقة معن جنوبي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة
  • 08:07
    أحد الركاب لـ"يديعوت أحرنوت": كان هناك طوابير طويلة وأزمة مرور جنونية في جمارك مطار "بن غوريون" ولم يتمكن أحد من المرور إلا بعد نصف ساعة
  • 08:06
    يديعوت أحرنوت: لم يسمح للمتواجدين في صالة الهبوط في مطار "بن غوريون" بالمغادرة لقرابة نصف ساعة
  • 08:06
    يديعوت أحرنوت: إغلاق صالة الهبوط في مطار "بن غوريون" لقرابة نصف ساعة تحسبا لحدث أمني دون توضيح هيئة المطارات
  • 06:09
    غلوبس الصهيوني: شركة "رايان إير" العالمية قد تحول طائراتها إلى وجهات أخرى في أوروبا بعد أن سئمت من الوضع الأمني في "إسرائيل"