أمريكا والسعودية قصة حب لا تنتهي، قد تعترضها في بعض المحطات ما يعكر الصفو لكنها تظل قصة علاقة من نوع خاص، وأهميتها أنها تحتل المرتبة الثانية بعد العلاقة الأمريكية الإسرائيلية، ، حتى قيل إن السعودية هي الركيزة الثانية للهيمنة الأمريكية على المنطقة، فبدون السعودية وبدون إسرائيل لا مكان لأمريكا في الإقليم، ومن أهم المشتركات بين الرياض وتل أبيب أنهما تحتميان بالمظلة الأمريكية، ووظيفة المملكة  تتكامل مع الوظيفة الموكلة إلى الصهاينة وهي خدمة الأجندة الأمريكية إقليميا ودوليا، وما انتهت إليه السنوات الأخيرة ومنها سنوات العدوان على اليمن أنها أزالت القناع عن طبيعة السعودية ومن على شاكلتها، فحين شنوا عدوانهم على اليمن زعموا بأن ذلك بهدف إعادة اليمن إلى الحضن العربي، ولم يطل الوقت كثيرا حتى تبين أن ذلك الحضن ليس إلا عبريا، فهناك حركة تطبيع نشطت لإخراج ما كان في الخفاء إلى العلن، ولطول المدة ولبعض السلوكيات الفاقعة تسلل شيء من الملل إلى العلاقة بين الرياض وواشنطن دفعت بساكن البيت الأبيض الحالي وأثناء حملته الانتخابية أن توعّد بجعل السعودية منبوذة، وبعد أن اقتضت المصلحة الأمريكية النكث بالوعود الانتخابية خرج المسؤولون الأمريكيون لينظروا على العالم بأن بايدن في طريقه إلى الرياض بهدف إعادة ضبط المصنع، ضاربا بوعوده الانتخابية عرض الحائط، وتلك هي أمريكا حيث المصلحة تعلو ولا يعلى عليها.