إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى

الله قال عن الجن: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا ًأنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ يَا قَوْمَنَا ًأجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ} (الأحقاف:29- 31)
كان موقف الجن موقفًا جميلًا، موقفًا متكاملًا من بدايته إلى نهايته على مستوى عالٍ من الأداء، جعل ذلك الموقف جديرًا بأن يسطره الله في القرآن الكريم، وأن يجعله عبرة للإنس.
حكى عنهم منذ أن وصلوا إلى عند رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) كيف أنهم لما حضروه {قَالُوا ًأنْصِتُوا} استماع بإقبال بتَوَجه {فَلَمَّا قُضِيَ} ذلك الجزء من القرآن الكريم الذي استمعوه، فهموا، ووعوا، وانطلقوا إلى قومهم عائدين، منذرين لقومهم.
جلسة واحدة مع من؟ مع القرآن الكريم، هذا القرآن الذي نجلس معه جلسات وجلسات، وأشهر، ولا ندع هذا القرآن العظيم أن يترك أثره في نفوسنا، جلسة واحدة اكتفى بها أولئك النفر من الجن؛ لأنهم هكذا: لما حضروا أنصتوا واستمعوا بكل مشاعرهم، كانوا كلهم آذانًا سامعة، ثم فهموا: أن القرآن هذا ليس مجرد كلام يعجب به من يسمعه، ثم يعود إلى بيته. هل عادوا إلى بيوتهم وقالوا: [سبحان الله ما أجمل ذلك الكلام وكل واحد عاد إلى شغله وعمله]؟ عادوا إلى قومهم منذرين.
وإنذار أيضًا على أرقى أسلوب، عندما عادوا إلى قومهم لم ينطلق الواحد منهم ليقول: [يا جماعة اعملوا كذا وكذا وكذا،،] من تلقاء نفسه؛ لأنه هو الجنِّي الذي انصرف من عندهم قبل ساعة ثم عاد، سينظرون إليه نفس النظرة السابقة، لن يتأثروا به، لكنهم اختاروا أسلوبًا جميلًا - ولهذا سُطِّر هذا الأسلوب أيضًا - عندما عادوا إلى قومهم قالوا: {قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنًأ} (الأحقاف: من الآية30) ألم يحكوا أنهم سمعوا كتابًا أنزل من بعد موسى؟ كتابًا أنزل من عند الله إلى نبي بعثه الله من بعد موسى، الله أعلم في أي بلد كان هؤلاء الجن فلم يسمعوا بعيسى، ولم يسمعوا بأنبياء آخرين! لكنهم على الرغم من جهلهم حتى بالموضوع ليس في أذهانهم إلا موسى، تأثروا بالقرآن الكريم، فكيف بمن يولد في بيئة القرآن الكريم، وفي بيوت يُقرأ فيها القرآن الكريم، وعند مساجد يُقرأ فيها القرآن الكريم، في الصلاة، وفي غير الصلاة ثم لا يتأثر؟!
{إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى} (الأحقاف: من الآية30) بعض الناس قد يعود إلى أصحابه، وبعض الشباب من طلاب العلم إذا ما سمع شيئًا عاد إلى بلده، وانطلق هو ليحكي باسمه، باسم نفسه، ثم يأتي بعد ليقول: [يا أخي الناس ما عاد رضيوا يستمعوا، الناس ما عاد بيرضوا يقبلوا] بالطبع هم لن يتقبلوا منك، أنت ما تزال صغيرًا في أعينهم، لكن لماذا لا تستخدم أسلوب الجن؟ أن تقول: [يا جماعة أنا سمعت كذا وكذا، أنا سمعت فلانًا] وفي نفس الوقت تعتمد على القرآن الكريم، أن تقدمه للآخرين؛ في هذه الحالة ستؤثر؛ لأنهم سيقبلونك كناقل، وحينئذٍ ما تنقله إليهم أنت قد تنقله عمن لـه مكانته عندهم أعظم من مكانتك، وكلامه هو أرفع من كلامك، وكلام الآخرين؛ لأنه هو كلام الله سبحانه وتعالى. هذا هو الأسلوب الصحيح، وإن كان بعض الشباب قد يكون لديه رغبة هو أن ينطلق باسم نفسه، ويجرب نفسه.
كأنه التي يمكن أن يؤثر بها على الآخرين؛ فيتكلم من تلقاء نفسه، يستخدم هذا الأسلوب: يحكي كتاب الله، يحكي كلام الآخرين ممن قد يكونون مقبولين أكثر منه.
هذا هو الأسلوب الصحيح، إذا كنت تريد أن تؤثر في الآخرين، ليس أن يكون همك أن تبني شخصيتك - كما يقول البعض - فأنا أريد أن أحدثهم أنا، لأؤثر فيهم أنا، ليعرفوا من أنا، لا حاجة لهذا.
أنا عندما أحدثكم لا آتي بجديد، من كتاب الله سبحانه وتعالى الذي عرفه من هو أكبر مني سنًا من الحاضرين، ومن غيرهم، ومن أقوال أئمة أهل البيت (صلوات الله عليهم) ومنهج أهل البيت، كالإمام الهادي، وغيره من قدماء العترة (عليهم السلام) فنحن لم نأت بجديد، إنما نشكو من الجديد، نحن نشكو من الجديد الذي هو دخيل على أهل البيت وعلى الزيدية، إنه هو الذي ضَرَبنا، هو الذي أثر علينا، هو الذي فرق كلمتنا، هو الذي جعلنا أذلة مستضعفين، جعلنا نصمت، نسكت على الرغم مما يواجه به الإسلام، والمسلمون من قبل أعداء الله، فأنا شخصيًا لا أقول جديدًا، كتاب الله، وما نعلمه من قدماء أهل البيت (عليهم السلام) ومنهجهم.
فعندما يلمس الآخرون تأثيرًا لكلام آتي به، إنما هي بركة القرآن الكريم، وبركة أهل البيت، أئمة أهل البيت، لو انطلقت لأستخدم أنا نفسي هذا الأسلوب: أتحدث باسمي شخصيًا، وأريد أنا شخصيًا أن أؤثر في الآخرين، قد لا أؤثر، قد لا تؤثر، لكن ليكن همك هو النصح، هو أن تنصح، وإذا كان الأسلوب الصحيح لأن تنصح هو: أن تحكي عمَّن الناسُ سيقبلونه فاحكه، وليس عيبًا فيك أن تقول: سمعت؛ لأنك ترغب أن تقول: قلت، ليكون التأثير هو لك شخصيًا؛ ليعرفوا مقامك، أو ليعتبروك شخصًا عظيمًا أو لأي شيءٍ آخر.
هذه هي مما يحول دون التأثير، قد يكون مما يفقد كلامك بركته - وإن كان كلامًا إيجابيًا - لأنه لم ينطلق خالصًا، فيه شيء، تحاول أن تبدو كبيرًا، وتبدو عظيمًا عند الآخرين.
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
#وإذ_صرفنا_إليك_نفرا_من_الجن
بتاريخ: 11/2/2002م
اليمن - صعدة
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام

إعلام عبري: توقف عمليات الهبوط في مطار اللد جراء صاروخ أُطلق من اليمن
متابعات | 22 مايو | المسيرة نت: أكدت وسائل إعلام عبرية رصد إطلاق صاروخ من اليمن، مؤكدة تعليق الرحلات الجوية من وإلى مطار اللد المسمى صهيونيًا بن غوريون.
إعلام عبري: توقف عمليات الهبوط في مطار اللد جراء صاروخ أُطلق من اليمن
متابعات | 22 مايو | المسيرة نت: أكدت وسائل إعلام عبرية رصد إطلاق صاروخ من اليمن، مؤكدة تعليق الرحلات الجوية من وإلى مطار اللد المسمى صهيونيًا بن غوريون.
ناشيونال إنترست: استهداف ميناء حيفا يفاقم الخطورة على كيان العدو
خاص | 21 مايو | المسيرة نت: أكدت مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية أن استمرار الهجمات اليمنية على مطار اللد سيشل اقتصاد كيان العدو الإسرائيلي، مشيرة إلى أن استهداف ميناء حيفا سيفاقم الخطورة على إسرائيل إذ يمثل أكثر من 36% من حركة البضائع وعائداته تتجاوز 92 مليار دولار.-
05:29مصادر فلسطينية: العدو الإسرائيلي يشن سلسلة غارات على المناطق الجنوبية من مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة
-
05:00مصادر فلسطينية: العدو الإسرائيلي يفجر "روبوت" مفخخ غرب بيت لاهيا شمال غزة
-
05:00مصادر فلسطينية: 14 شهيدًا في غارات العدو الإسرائيلي على مدينة غزة ووسط القطاع منذ فجر اليوم
-
04:18يديعوت احرنوت" الصهيونية: أكثر من مليون "من السكان" فروا إلى الملاجئ جراء صاروخ أطلق من اليمن
-
04:18مصادر فلسطينية: ارتفاع عدد الشهداء إلى 10 إثر قصف العدو الإسرائيلي "بركسًا" يؤوي نازحين قرب حاووز المياه في منطقة البركة بدير البلح وسط قطاع غزة
-
04:18"يديعوت احرنوت" الصهيونية : توقفت عمليات الهبوط في مطار "بن غوريون" وتأخرت الرحلات الجوية
-
04:17مصادر فلسطينية: 5 شهداء وإصابات ومفقودون إثر قصف العدو الإسرائيلي منزل عائلة "بخيت" في الصفطاوي شمال غرب غزة
-
04:17مدير عام جمعية العودة: ملتزمون بالعمل في أوقات الطوارئ ونطالب منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر بحماية 130 موظف ومتطوع
-
04:17مدير عام جمعية العودة: إصابات في موظفي ومتطوعي خيم العيادات الخارجية
-
04:17مدير عام جمعية العودة: دبابات العدو الإسرائيلي تجول في ساحات المستشفى وتحرق خيم العيادات الخارجية فيها